top of page

التّفكير الانعكاسيّ

عندما ننظر إلى السيرورة بعد انتهائها، يبدو كلّ شيء واضحًا، سهلًا وسلسًا، ولكن في الواقع إن السيرورة هذه تحمل بين طياتها مشاعر مختلطة وجهودًا تمّ استثمارها من أجل إنجاح الفكرة وتحقيق الأهداف.

عند النظر إلى سيرورة التطبيقات العمليّة بنظام أكاديميا صف، أستطيع القول إنها لقيت من ناحيتي نجاحًا يفوق كلّ التّوقّعات! هذا النّجاح يعتمد على عوامل عدّة، أولها وأساسها: المرشدان التّربويّان د. نمر بياعة وأ. عثمان جابر، اللذان لم يلوان جهدا في تذويت المعلم المتميز فينا وإمدادنا بالمعرفة وتسليحنا بالثقة من أجل أن نكون على جاهزية تامة عند الدخول  إلى الحقل بعد التخرج. فمن هذا المنبر، شكري الجزيل والعميق موصول لهما، وأرجو أن أقف دائما عند حسن ظنّهما.

 

لا شك أن هناك تخوفات راودتني في بداية السنة، أذكر منها التساؤلات الكثيرة التي كانت بذهني عن تعليم موضوع الحاسوب في المدرسة الإعدادية، خاصة أنني أخذت موضوع الحاسوب في الفصل الأول، وكون درس الحاسوب يختلف عن أي درس آخر حيث له غرفة خاصة وأدوات خاصّة وطرق تدريس خاصّة. اليوم، وبعد انقضاء التجربة يمكنني القول بأنني أؤمن إيمانا جازما بأهمية تعليم موضوع الحاسوب لجميع الأجيال، لما فيه من أدوات وطرق تفكير واستراتيجيّات حلّ مشكلات، حيث لا يقلّ أهمّية عن أي موضوع آخر.

مع بداية الفصل الثّاني كنت متحمسة جدّا لتعليم الرّياضيّات، فاخترت المعلم المدرب، ودخلت معه إلى أول ثلاث حصص وجاهية، لأعلم فيما بعد أنها الأخيرة حيث انتشرت جائحة كورونا انتشارا كبيرا مما أدى إلى إغلاق المدارس بأمر من وزارة التربية والتعليم ووزارة الصّحّة. شعرت بخيبة أمل كبيرة في البداية، ثم قررت بعد فترة قصيرة أن أتأقلم مع الوضع وأن أعطي أفضل ما لدي، وبالفعل، وجدت أن الجهد ممتع، ولو كان ارتجاليّا أحيانا لأنه جاء على حين غرّة. 

لم تكن فترة الإغلاق والحجر الصّحّي سهلة، ولكننا تخطيناها معا. وأذكر في هذه المناسبة زملائي الذين عملوا كمجموعة طوال السنة، والذين كانوا نعم الزملاء.

 

رغم أن الظروف لم تكن مثاليّة دائما، إلا أنني أشعر أني حظيت بفرصة استثانية، فلقد تعلمت الكثير، استنتجت استنتاجات، وأخذت دروسا إيجابيّة لمدى الحياة. أنا مدينة بالشكر لكل من قابلته في المدرسة، سواء من الطّاقم أو من الطّلّاب، وأخصّ بالذكر المعلمين المدربين الذين رافقوني: أ. أشرف شبلي وأ. محمود إغباريّة، وأرجو أن أكون قد قمت بواجباتي بالطريقة المثلى وقد تركت أثرا طيّبا.

bottom of page